اليهود، الديانة اليهودية، العداء للسامية، التلمود، والصهيونية
aliservers :: القسم العام :: قسم التاريخ
صفحة 1 من اصل 1
اليهود، الديانة اليهودية، العداء للسامية، التلمود، والصهيونية
من هو اليهودي؟
اليهودي هو عضو بالديانة اليهودية، أو المجموعة العرقية اليهودية، أو الشعب اليهودي. ويرجع اليهود في أصولهم إلى إلى السكان الأصليين لأرض إسرائيل أو فلسطين، أو إلى أولئك الذين اعتنقوا اليهودية وأصبحوا جزءا من الشعب اليهودي. وليس كل اليهود مؤمنين متدينين. بعض اليهود ملحدون أو غنوصيون ليس لهم موقف محدد من الغيب. وبعض أولئك الذين يعترف بهم القانون الإسرائيلي كيهود، لأسباب عرقية، هم في الحقيقة مسيحيون.
ما هي العقيدة الشفوية وما هو التلمود؟
التلمود هو خلاصة المناظرات والحُجج الخاصة بالأحكام الدينية، والتي تضمن المشناة والجمارة. وكانت هناك مجموعتان من تلك الخلاصات، إحداها تكونت في فلسطين الرومانية وتسمى تلمود القدس، والأخرى كتبت في العراق وتسمى التلمود البابلي. والتلمود البابلي أكثر استفاضة وأهمية. وبينما انتهى التلمود المقدسي عند القرن الخامس ق.م.، فإن التلمود البابلي قد ضم إضفات إلى نحو عام 500 م. وكلاهما يعكسان بالطبع ثقافة وواقع تلك الأزمنة.
وحوارات التلمود وأحكامه مبنية على المشناة وهي عبارة عن تنظيم وتصنيف للشريعة الشفوية. واليهود الأرثوذكس يؤمنون بأن موسى تلقى الكتب الخمسة الأولى بالعهد القديم (التوراة)، وفي نفس الوقت ترك تراثا من التعاليم الشفوية التي فصلت مجمل الشريعة المكتوبة وشرحتها. التوراة نفسها لا تقبل التغيير، أما التعاليم الشفوية فهي ضرورية لتطبيق الشريعة في حالات مختلفة، ومواءمتها لظروف متغيرة، دون تغيير مقاصدها، تماما كما تفسر المحكمة الدستورية الأمريكية الدستور الأمريكي. على سبيل المثال، تم تعديل كل القوانين المتعلقة بالعبادة والتضحية عند المعبد حين تم هدمه ونُفيَ الشعب اليهودي، وذلك للتواؤم مع الظروف الجديدة. وكل من اليهود والمسيحيين يؤمنون بعض قوانين العهد القديم ليس المقصود منها المعنى الحرفي لها. والسلطة النهائية للشريعة هي السَنهيدريم الأكبر، وهو تجمع لكبار الحاخامات. ومنذ حل السنهيدريم حوالي 500 م لم يعد هناك سلطة دينية واحدة معترف بها لليهود. على أية حال، كانت الشريعة تفسر وتعدل وفقا لمجموعة مختلفة من الحاخامات، ممن يعترف معظم اليهود بجدارتهم، والتي تشتمل على سبيل المثال على الحاخام جيرشوم الذي حرم تعدد الزوجات، والحاخام موسى بن ميمون. وهذه الأحكام تسمى "شريعة الهالاخاة" أو الهالاخاة.
هل يفسر المسيحيون واليهود الشريعة بطرق مختلفة بسب التلمود؟
تتهم المواقع المعادية للسامية اليهود بأنهم يتبعون التلمود بينما يتبع المسيحيون العهد القديم، والواقع أن العبادتين المسيحية واليهودية كلتاهما تنطلقان من كلمات العهد القديم الحرفية، والتي تعكس التراث الشفوي اليهودي والقانون العرفي. على سبيل المثال لا يدافع معظم المسيحيين واليهود عن الرجم حتى الموت لمن ينتهكون حرمة السبت أو يسبون الإله، كما لا يدعون إلى قلع عين أحدٍ تماشيا مع آية "العين بالعين والسن بالسن". التفسيرات والتعديلات على العهد القديم الحرفي تستند جزئيا إلى تراث الشريعة الشفوية، والتي كانت معروفة بالفعل زمن عيسى، وتم تصنيفها لاحقا من خلال التلمود.
هل يحتوي التلمود على افتراءات نحو عيسى والمسيحيين؟
هناك العديد من الإشارات إلى يشوع (عيسى) في التلمود، وكذلك إلى مريم (أحينا ما يظن أنها ماري). على أية حال، كانت تلك من الأسماء الشائعة، ويمكن في كل حالة إثبات أن المقصودين بهذه الأسماء هم أناس عاشوا قبل مجيء المسيح، وأن الحوادث المذكورة ليس لها علاقة بعيسى. واسم ماري من المحتمل أنه لم يكن مِريَم أو مَريَم، كاسم أخت موسى، بل ميري أي "ثورة". والمشناة والتلمود كتبا في وقت لم تكن المسيحية فيه قد ظهرت، أو كانت متمثلة في طائفة ضئيلة العدد، أما "الخصوم" الأساسيين لليهود في ذلك الوقت فكانوا الوثنيين. ومسألة أن التلمود يشوه عيسى والمسيحيين هي محض تلفيق من مسيحيي القرون الوسطى، ومن واكبهم من اليهود المتحولين إلى المسيحية، تزلفا إليهم.
هل لليهود شريعة مختلفة للجوييم (غير اليهود) تختلف أحكامها عن أحكام شريعتهم؟
يدعي معادو السامية أن الشريعة اليهودية تعامل غير اليهود بطريقة مختلفة، وتعتبر الجوييم "حيوانات". وفقا للشريعة اليهودية لا يلزم غير اليهود القيام بالطقوس والالتزامات الدينية المفروضة على اليهود. أنشا ذلك مجموعة من الأحكام التي تتعامل مع اليهود وغيرهم بطريقة مختلفة. مع ذلك فإن الشريعة عمدت بصفة عامة إلى المساواة وإلى معاملة الجميع على التساوي في الأمور غير الدينية. ووفقا للاويين، 24: 22، حكم واحد يكون لكم . الغريب يكون كالوطني . إني أنا الرب إلهكم .
وتتناول رسالة "أفودا زاره" الجوييم، لكن الإشارة تعود إلى الوثنيين لا المسيحيين. إنها تذكر على الخصوص الأعياد الرومانية الوثنية مثل الكاليند والساتوماليا. وتشير الرسالة إلى الوثنيين بكلمة "أكوم" وهي مختصر يشير إلى عباد النجوم وعلامات الفلك. وكتب الشريعة اليهودية تحوي بعض العبارات غير الطيبة بالمرة عن الوثنيين الهمجيين، لكن هكذا الشأن في كتب المسلمين والمسيحيين المقدسة كذلك.
هناك بعض الإشارات المتعصبة إلى غير اليهود وإلى الشعوب ذات الأعراق المختلفة في الكتابات اليهودية، تماما كما توجد مثل هذه الإشارات في كتابات المسلمين والمسيحيين، لكن لا يوجد أساس للإتهام الموجود على العديد من مواقع الانترنت بأن الديانة اليهودية عنصرية. اليهود الأحباش هم أفارقة سود، ووفقا للتراث فإن زوجة موسى كانت سوداء كذلك.
فُسِّرَ التلمود بطرقٍ عدة، من علماء متعددون. أحد هذه التفسيرات البارزة والليبرالية، والمثيرة للجدل، موجودة بكتاب "تسع قراءات تلمودية" للفيلسوف الفرنسي اليهودي ذي النزعة الإنسانية إيمانويل ليفينا. لقد عرض المسائل بشعور بالمسئولية نحو الآخر، ونحو الغريب عنا. حُرِّر هذا الكتاب وترجم إلى الإنجليزية مع مقدمة لآنيت آرونويش كما نشر بلغات عدة.
للأسف فإن بعض اليهود، مثل الحاخام الراحل كاهانا وأتباعه، متعصبون وعنصريون، تماما كما أن بعض المسيحيين والمسلمين (ومنهم أولئك الذين ينشرون المواد المعادية للسامية على الإنترنت) متعصبون وعنصريون. الكتب المقدسة وتعاليم كل الأديان قد نشأت منذ زمن طويل، وهي إلى حد ما تعكس الأحكام المسبقة والأخطاء الشائعة في تلك الأزمنة التي كتبت فيها. والعديد من المتعصبون يجدون "أدلة" لمعتقداتهم في التفسيرات شديدة الحرفية، أو غير الصحيحة، أو المزيفة للكتب المقدسة أو التعاليم الخاصة بكل دين.
ما هو حِسرونوت (خسرونوت) شاس؟
في البلاد المسيحية قديما، كان التلمود وغيره من كتب الشريعة اليهودية تخضع للرقابة من قبل السلطات المسيحية، التي اعتقدت أن بعض الفقرات بهذه الكتب تحوي إهانات للمسيحية أو الجوييم من غير اليهود. وهذه الفقرات المحذوفة جمعت في مخطوطات وجدت طريقها سرا إلى اليهود، وعرفت باسم حِسرونوت شاس. وكلما كان يسمح بنشر نسخ من الكتب اليهودية دون بتر كانت الطبعات المصححة تنتشر. مع ذلك فإن بعض الطبعات المبتورة كانت لاتزال تجد طريقها إلى النشر، وبالتالي لزم أن ينشر إلى جوارها كتاب منفصل للحسرونوت شاس ليكمل ما بترته يد الرقابة.
أمثلة من المواد المحذوفة والتي تظهر في حِسرونوت شاس:
ملاحظة حاخامية بأن اليهود لا يمكن أن يحققوا القداسة الكاملة وهم في الشتات بسبب معناتهم تم حذفها باعتبارها إهانة للجوييم من غير اليهود، رغم أنه من الواضح أن اليهود عانوا بالفعل في الشتات.
تم حذف دعاء على نبوخذ نصَّر ملك البابليين لأن الرقيب إعتقد أنه تلميح خفي إلى المسيحيين، رغم أن مدنا بعينها ببابل كانت تذكر وكان السياق جليا.
إن شرب أحد ما شيئا ساما، وأصبح من الممكن أن يموت، فإنه يجب عليه أن يبصقه، حتى في وجود ملك، رغم بذاءة هذا التصرف. حذف الرقيب كلمة ملك.
هذه هي أشكال المواد الموجودة بحسرونوت شاس، والذي يوصف بالمواقع العنصرية باعتباره كتابا سريا وشيطانيا يحوي مؤامرات اليهود ضد المسيحيين. ليس الكتاب سريا. بوسع أي أحد أن يشتريه، ومحتواه غير مؤذ. ومعظم اليهود، ممن ليسوا علماءً تلموديين، لا يعرفون حتى بوجود مثل هذ الكتاب.
هل يعتقد جميع اليهود بالتلمود وكتب الشريعة الأخرى ويتبعونها؟
بض اليهود ملحدون أو غنوصيون لا يؤمنون بأي من هذه "الكتب المقدسة" إلا كتراث ثقافي، وغيرهم ليس لديهم حتى فكرة عامة عما بهذه الكتب. ناعوم تشومسكي يهودي، وهو بالقطع لا يتبع شرائع التلمود، ولا كان يتبعها رئيس الوزراء السابق آرييل شارون. وداخل الديانة اليهودية هناك فرق متعددة ومختلفة. اليهود الأرثوذكس يتبعون التلمود والأحكام المتأخرة للحاخامات المتفق على جدارتهم بخصوص الهالاخاة. لكن هؤلاء الأرثوذكس لهم فرق مختلفة تتبع حاخامات مختلفين وبينهم فروق بسيطة في الأحكام. معظم الأرثوذكس مثلا لا يقبلون عددا من الأحكام المهمة لرئاسة الحاخامية بإسرائيل. اليهود المحافظون يتبعون الأحكام بشكل مختلف إلى حد ما، أما اليهود الإصلاحيين، وحركات التجديد بصفة عامة فهم أكثر تحررا في تفسيراتهم للشريعة.
هل يعتقد اليهود الأرثوذكس بكل ما في كتب الشريعة؟
تحوي كتب الشريعة كلا من قوانين الهالاخاة والآراء الظرفية الي دخلت إلى النقاش أثناء تقرير أحكام الشريعة. على سبيل المثال، عند مناقشة ما يسمح للناس بحمله أثناء السبت تناول كبار علماء التلمود مسألة جواز حمل التمائم المقاومة للأمراض، ووصفوا بعض هذه التمائم والعلاجات. هذه العلاجات المتنوعة الموصوفة في سياق النقاش لا تعتبر جزءا من الهالاخاة، أو الشريعة اليهودية. بالمثل فإن الآراء الظرفية المتعلقة بالقانون الطبيعي، والعرق، وغيرها من المسائل التي قد تظهر في التلمود أو غيره من الكتب لا تعتبر جزءا أصيلا من الشريعة.
هل التلمود هو أساس الصهيونية؟
ينتشر هذا الإدعاء على المواقع المعادية للصهيونية، وهو ادعاء واضح الزيف. العديدون من مؤسسي الصهيونية، بمن فيهم تيودور هرتزل، لم يكونوا يهودا متدينين، وما كانوا يتبعون التلمود. بالمقابل، فهناك العديد من فرق اليهود غير الصهيونية، أو حتى المعادية للصهيونية، مثل ناطوري كارتا وأتباع الحاخام ساتمار (الناشيء في مدينة ساتو ماري بنواحي ترانسلفانيا)، ممن يتبع جميعهم شرائع التلمود، ويضموا بين صفوفهم بعضا من علمائه، دون أن يكون أحدهم صهيونيا.
الصهيونية حركة حديثة، تستند إلى مفهوم أن اليهود شعب وأمة، وبالتالي لهم حق تقرير المصير في دولة خاصة بهم. الصهيونية لم تضع حدود الدولة اليهودية، والصهيونية ليس لها علاقة بالتلمود.
هل أخفي التلمود عن غير اليهود؟
التلمود وغيره من الكتب اليهودية ليست سرا على أحد. كتب التلمود بالآرامية، ودون بأسلوب تلغرافي، مما استدعي اسهابا في التفسير والدراسة لفهمه جيدا. وبغض النظر عن الدين، فمن لا يملك هذه الخلفية سيجده عسيرا جدا على الفهم، حتى إن كان عارفا بالعبرية، التي هي شبيهة بالآرامية بشكل ما.
ما مصدر التشويهات ضد التلمود والتي تظهر على المواقع المعادية للسامية؟
نشر المسيحيون والمرتدون اليهود إلى المسيحية، في الأزمنة القديمة، مخطوطات وكتب مليئة بالمعلومات الخاطئة عن التلمود. واستخدم بعض ذلك في "المناظرات" العامة. وحين كان اليهود يخسرون تلك المناظرات كانت مجتمعات بأسرها تجبر أحيانا على النفي أو التحول إلى المسيحية. وهناك خلاصة لتلك الافتراءات نشرها حديثا القسيس الكاثوليكي الأب أوغست روهلنغ من براغ تحت عنوان "اليهودي التلمودي". كانت عبارة عن هجوم وحشي معاد للسامية ذائع الانتشار بين الكاثوليك. خسر بعدها روهلنغ قضية تشهير وسب مما أثبت زيف دعواه، لكن مواد الكتاب لا زالت تتداول. أحد المصادر الأخرى لهذي التشويهات أعمال إسرائيل شحاق، وهو يهودي حوَّر الحقائق في سبيل حملته العنيفة ضد الأصوليين اليهود. بهذا يصبح شحاق مثالا آخر على اليهود الذين لا يؤمنون بالشرائع التلمودية.
هل يعود أصل اليهود إلى الخزر؟
خمن الراحل آرثر كوستلر أن اليهود الأوروبيين (الأشكيناز) يعود أصلهم إلى إحدى قبائل آسيا الوسطى، الخزر، والتي تحولت بشكل جمعي إلى اليهودية. واستخدم المعادون للسامية والصهيونية هذه لنظرية ليزعموا أن اليهود الأشكيناز ليس لهم حق في دولة إسرائيل. لكن الأبحاث اللاحقة أثبتت أن الإدعاء بأن الأشكيناز تعود أصولهم إلى الخزر هو ادعاء مشكوك فيه بدرجة كبيرة. تحولت قبائل عدة، في أزمنة مختلفة، إلى اليهودية، بما فيها بعض القبائل العربية بمملكة اليمن، الخزر، كما تكرر الزواج المختلط بينهم وبين اليهود "الأصليين". وبالمثل تحول كثير من اليهود، طوعا أو قسرا، إلى المسيحية والاسلام. وأقوى الأدلة تشير إلى انتشار اليهود من روما إلى كل أنحاء أوروبا. كانت هناك مجتمعات يهودية بفرنسا في العصور المظلمة على وجه اليقين. يعود يهود آخرون في أصولهم إلى اليهود الإسبان (السفارديم) والذين أجبروا على مغادرة إسبانيا في عام 1492. وتشير الأدلة الجينية إلى أن اليهود الأوروبيين أقرب إلى لفلسطينيين والسوريين العرب من سكان آسيا الوسطى، الذين تعود أصولهم إلى الخزر. اقرأ على سبيل المثال (بالإنجليزية) مقالات عن هذا الموضوع هنا و هنا. على أية حال فإن علاقة الناس بأمتهم لا تكاد تعود أبدا إلى الجينات الوراثية أو إلى "العنصر". لا يزعم أحد أن كل الفرنسيين هم حفدة للغوليين القدماء، أو أن أصول البريطانيين جميعهم تعود إلى السلت والبكت. وحين يتحدث الأمريكيون عن "أسلافهم" فإن هؤلاء الأسلاف لا تقصر النسبة إليهم عن أن تشمل أجيال المهاجرين ممن أتوا بعد مستوطني زهرة النوار. والفلسطينيون العرب اليوم ليسوا كلهم حفدة للكنعانيين والفلسطينيين القدماء. بعضهم يهود غير دينه، وبعضهم تعود أصوله إلى عائلات عربية قدمت مع موجات الغزو المتلاحقة. ومهما كانت أهمية حجة الجينات فإن الزعم بأن أحدا ما ليس له الحق في وطن معين بسبب عدم نقاء عنصره هو زعم عنصري، صفة من يأتي به العنصرية.
اليهودي هو عضو بالديانة اليهودية، أو المجموعة العرقية اليهودية، أو الشعب اليهودي. ويرجع اليهود في أصولهم إلى إلى السكان الأصليين لأرض إسرائيل أو فلسطين، أو إلى أولئك الذين اعتنقوا اليهودية وأصبحوا جزءا من الشعب اليهودي. وليس كل اليهود مؤمنين متدينين. بعض اليهود ملحدون أو غنوصيون ليس لهم موقف محدد من الغيب. وبعض أولئك الذين يعترف بهم القانون الإسرائيلي كيهود، لأسباب عرقية، هم في الحقيقة مسيحيون.
ما هي العقيدة الشفوية وما هو التلمود؟
التلمود هو خلاصة المناظرات والحُجج الخاصة بالأحكام الدينية، والتي تضمن المشناة والجمارة. وكانت هناك مجموعتان من تلك الخلاصات، إحداها تكونت في فلسطين الرومانية وتسمى تلمود القدس، والأخرى كتبت في العراق وتسمى التلمود البابلي. والتلمود البابلي أكثر استفاضة وأهمية. وبينما انتهى التلمود المقدسي عند القرن الخامس ق.م.، فإن التلمود البابلي قد ضم إضفات إلى نحو عام 500 م. وكلاهما يعكسان بالطبع ثقافة وواقع تلك الأزمنة.
وحوارات التلمود وأحكامه مبنية على المشناة وهي عبارة عن تنظيم وتصنيف للشريعة الشفوية. واليهود الأرثوذكس يؤمنون بأن موسى تلقى الكتب الخمسة الأولى بالعهد القديم (التوراة)، وفي نفس الوقت ترك تراثا من التعاليم الشفوية التي فصلت مجمل الشريعة المكتوبة وشرحتها. التوراة نفسها لا تقبل التغيير، أما التعاليم الشفوية فهي ضرورية لتطبيق الشريعة في حالات مختلفة، ومواءمتها لظروف متغيرة، دون تغيير مقاصدها، تماما كما تفسر المحكمة الدستورية الأمريكية الدستور الأمريكي. على سبيل المثال، تم تعديل كل القوانين المتعلقة بالعبادة والتضحية عند المعبد حين تم هدمه ونُفيَ الشعب اليهودي، وذلك للتواؤم مع الظروف الجديدة. وكل من اليهود والمسيحيين يؤمنون بعض قوانين العهد القديم ليس المقصود منها المعنى الحرفي لها. والسلطة النهائية للشريعة هي السَنهيدريم الأكبر، وهو تجمع لكبار الحاخامات. ومنذ حل السنهيدريم حوالي 500 م لم يعد هناك سلطة دينية واحدة معترف بها لليهود. على أية حال، كانت الشريعة تفسر وتعدل وفقا لمجموعة مختلفة من الحاخامات، ممن يعترف معظم اليهود بجدارتهم، والتي تشتمل على سبيل المثال على الحاخام جيرشوم الذي حرم تعدد الزوجات، والحاخام موسى بن ميمون. وهذه الأحكام تسمى "شريعة الهالاخاة" أو الهالاخاة.
هل يفسر المسيحيون واليهود الشريعة بطرق مختلفة بسب التلمود؟
تتهم المواقع المعادية للسامية اليهود بأنهم يتبعون التلمود بينما يتبع المسيحيون العهد القديم، والواقع أن العبادتين المسيحية واليهودية كلتاهما تنطلقان من كلمات العهد القديم الحرفية، والتي تعكس التراث الشفوي اليهودي والقانون العرفي. على سبيل المثال لا يدافع معظم المسيحيين واليهود عن الرجم حتى الموت لمن ينتهكون حرمة السبت أو يسبون الإله، كما لا يدعون إلى قلع عين أحدٍ تماشيا مع آية "العين بالعين والسن بالسن". التفسيرات والتعديلات على العهد القديم الحرفي تستند جزئيا إلى تراث الشريعة الشفوية، والتي كانت معروفة بالفعل زمن عيسى، وتم تصنيفها لاحقا من خلال التلمود.
هل يحتوي التلمود على افتراءات نحو عيسى والمسيحيين؟
هناك العديد من الإشارات إلى يشوع (عيسى) في التلمود، وكذلك إلى مريم (أحينا ما يظن أنها ماري). على أية حال، كانت تلك من الأسماء الشائعة، ويمكن في كل حالة إثبات أن المقصودين بهذه الأسماء هم أناس عاشوا قبل مجيء المسيح، وأن الحوادث المذكورة ليس لها علاقة بعيسى. واسم ماري من المحتمل أنه لم يكن مِريَم أو مَريَم، كاسم أخت موسى، بل ميري أي "ثورة". والمشناة والتلمود كتبا في وقت لم تكن المسيحية فيه قد ظهرت، أو كانت متمثلة في طائفة ضئيلة العدد، أما "الخصوم" الأساسيين لليهود في ذلك الوقت فكانوا الوثنيين. ومسألة أن التلمود يشوه عيسى والمسيحيين هي محض تلفيق من مسيحيي القرون الوسطى، ومن واكبهم من اليهود المتحولين إلى المسيحية، تزلفا إليهم.
هل لليهود شريعة مختلفة للجوييم (غير اليهود) تختلف أحكامها عن أحكام شريعتهم؟
يدعي معادو السامية أن الشريعة اليهودية تعامل غير اليهود بطريقة مختلفة، وتعتبر الجوييم "حيوانات". وفقا للشريعة اليهودية لا يلزم غير اليهود القيام بالطقوس والالتزامات الدينية المفروضة على اليهود. أنشا ذلك مجموعة من الأحكام التي تتعامل مع اليهود وغيرهم بطريقة مختلفة. مع ذلك فإن الشريعة عمدت بصفة عامة إلى المساواة وإلى معاملة الجميع على التساوي في الأمور غير الدينية. ووفقا للاويين، 24: 22، حكم واحد يكون لكم . الغريب يكون كالوطني . إني أنا الرب إلهكم .
وتتناول رسالة "أفودا زاره" الجوييم، لكن الإشارة تعود إلى الوثنيين لا المسيحيين. إنها تذكر على الخصوص الأعياد الرومانية الوثنية مثل الكاليند والساتوماليا. وتشير الرسالة إلى الوثنيين بكلمة "أكوم" وهي مختصر يشير إلى عباد النجوم وعلامات الفلك. وكتب الشريعة اليهودية تحوي بعض العبارات غير الطيبة بالمرة عن الوثنيين الهمجيين، لكن هكذا الشأن في كتب المسلمين والمسيحيين المقدسة كذلك.
هناك بعض الإشارات المتعصبة إلى غير اليهود وإلى الشعوب ذات الأعراق المختلفة في الكتابات اليهودية، تماما كما توجد مثل هذه الإشارات في كتابات المسلمين والمسيحيين، لكن لا يوجد أساس للإتهام الموجود على العديد من مواقع الانترنت بأن الديانة اليهودية عنصرية. اليهود الأحباش هم أفارقة سود، ووفقا للتراث فإن زوجة موسى كانت سوداء كذلك.
فُسِّرَ التلمود بطرقٍ عدة، من علماء متعددون. أحد هذه التفسيرات البارزة والليبرالية، والمثيرة للجدل، موجودة بكتاب "تسع قراءات تلمودية" للفيلسوف الفرنسي اليهودي ذي النزعة الإنسانية إيمانويل ليفينا. لقد عرض المسائل بشعور بالمسئولية نحو الآخر، ونحو الغريب عنا. حُرِّر هذا الكتاب وترجم إلى الإنجليزية مع مقدمة لآنيت آرونويش كما نشر بلغات عدة.
للأسف فإن بعض اليهود، مثل الحاخام الراحل كاهانا وأتباعه، متعصبون وعنصريون، تماما كما أن بعض المسيحيين والمسلمين (ومنهم أولئك الذين ينشرون المواد المعادية للسامية على الإنترنت) متعصبون وعنصريون. الكتب المقدسة وتعاليم كل الأديان قد نشأت منذ زمن طويل، وهي إلى حد ما تعكس الأحكام المسبقة والأخطاء الشائعة في تلك الأزمنة التي كتبت فيها. والعديد من المتعصبون يجدون "أدلة" لمعتقداتهم في التفسيرات شديدة الحرفية، أو غير الصحيحة، أو المزيفة للكتب المقدسة أو التعاليم الخاصة بكل دين.
ما هو حِسرونوت (خسرونوت) شاس؟
في البلاد المسيحية قديما، كان التلمود وغيره من كتب الشريعة اليهودية تخضع للرقابة من قبل السلطات المسيحية، التي اعتقدت أن بعض الفقرات بهذه الكتب تحوي إهانات للمسيحية أو الجوييم من غير اليهود. وهذه الفقرات المحذوفة جمعت في مخطوطات وجدت طريقها سرا إلى اليهود، وعرفت باسم حِسرونوت شاس. وكلما كان يسمح بنشر نسخ من الكتب اليهودية دون بتر كانت الطبعات المصححة تنتشر. مع ذلك فإن بعض الطبعات المبتورة كانت لاتزال تجد طريقها إلى النشر، وبالتالي لزم أن ينشر إلى جوارها كتاب منفصل للحسرونوت شاس ليكمل ما بترته يد الرقابة.
أمثلة من المواد المحذوفة والتي تظهر في حِسرونوت شاس:
ملاحظة حاخامية بأن اليهود لا يمكن أن يحققوا القداسة الكاملة وهم في الشتات بسبب معناتهم تم حذفها باعتبارها إهانة للجوييم من غير اليهود، رغم أنه من الواضح أن اليهود عانوا بالفعل في الشتات.
تم حذف دعاء على نبوخذ نصَّر ملك البابليين لأن الرقيب إعتقد أنه تلميح خفي إلى المسيحيين، رغم أن مدنا بعينها ببابل كانت تذكر وكان السياق جليا.
إن شرب أحد ما شيئا ساما، وأصبح من الممكن أن يموت، فإنه يجب عليه أن يبصقه، حتى في وجود ملك، رغم بذاءة هذا التصرف. حذف الرقيب كلمة ملك.
هذه هي أشكال المواد الموجودة بحسرونوت شاس، والذي يوصف بالمواقع العنصرية باعتباره كتابا سريا وشيطانيا يحوي مؤامرات اليهود ضد المسيحيين. ليس الكتاب سريا. بوسع أي أحد أن يشتريه، ومحتواه غير مؤذ. ومعظم اليهود، ممن ليسوا علماءً تلموديين، لا يعرفون حتى بوجود مثل هذ الكتاب.
هل يعتقد جميع اليهود بالتلمود وكتب الشريعة الأخرى ويتبعونها؟
بض اليهود ملحدون أو غنوصيون لا يؤمنون بأي من هذه "الكتب المقدسة" إلا كتراث ثقافي، وغيرهم ليس لديهم حتى فكرة عامة عما بهذه الكتب. ناعوم تشومسكي يهودي، وهو بالقطع لا يتبع شرائع التلمود، ولا كان يتبعها رئيس الوزراء السابق آرييل شارون. وداخل الديانة اليهودية هناك فرق متعددة ومختلفة. اليهود الأرثوذكس يتبعون التلمود والأحكام المتأخرة للحاخامات المتفق على جدارتهم بخصوص الهالاخاة. لكن هؤلاء الأرثوذكس لهم فرق مختلفة تتبع حاخامات مختلفين وبينهم فروق بسيطة في الأحكام. معظم الأرثوذكس مثلا لا يقبلون عددا من الأحكام المهمة لرئاسة الحاخامية بإسرائيل. اليهود المحافظون يتبعون الأحكام بشكل مختلف إلى حد ما، أما اليهود الإصلاحيين، وحركات التجديد بصفة عامة فهم أكثر تحررا في تفسيراتهم للشريعة.
هل يعتقد اليهود الأرثوذكس بكل ما في كتب الشريعة؟
تحوي كتب الشريعة كلا من قوانين الهالاخاة والآراء الظرفية الي دخلت إلى النقاش أثناء تقرير أحكام الشريعة. على سبيل المثال، عند مناقشة ما يسمح للناس بحمله أثناء السبت تناول كبار علماء التلمود مسألة جواز حمل التمائم المقاومة للأمراض، ووصفوا بعض هذه التمائم والعلاجات. هذه العلاجات المتنوعة الموصوفة في سياق النقاش لا تعتبر جزءا من الهالاخاة، أو الشريعة اليهودية. بالمثل فإن الآراء الظرفية المتعلقة بالقانون الطبيعي، والعرق، وغيرها من المسائل التي قد تظهر في التلمود أو غيره من الكتب لا تعتبر جزءا أصيلا من الشريعة.
هل التلمود هو أساس الصهيونية؟
ينتشر هذا الإدعاء على المواقع المعادية للصهيونية، وهو ادعاء واضح الزيف. العديدون من مؤسسي الصهيونية، بمن فيهم تيودور هرتزل، لم يكونوا يهودا متدينين، وما كانوا يتبعون التلمود. بالمقابل، فهناك العديد من فرق اليهود غير الصهيونية، أو حتى المعادية للصهيونية، مثل ناطوري كارتا وأتباع الحاخام ساتمار (الناشيء في مدينة ساتو ماري بنواحي ترانسلفانيا)، ممن يتبع جميعهم شرائع التلمود، ويضموا بين صفوفهم بعضا من علمائه، دون أن يكون أحدهم صهيونيا.
الصهيونية حركة حديثة، تستند إلى مفهوم أن اليهود شعب وأمة، وبالتالي لهم حق تقرير المصير في دولة خاصة بهم. الصهيونية لم تضع حدود الدولة اليهودية، والصهيونية ليس لها علاقة بالتلمود.
هل أخفي التلمود عن غير اليهود؟
التلمود وغيره من الكتب اليهودية ليست سرا على أحد. كتب التلمود بالآرامية، ودون بأسلوب تلغرافي، مما استدعي اسهابا في التفسير والدراسة لفهمه جيدا. وبغض النظر عن الدين، فمن لا يملك هذه الخلفية سيجده عسيرا جدا على الفهم، حتى إن كان عارفا بالعبرية، التي هي شبيهة بالآرامية بشكل ما.
ما مصدر التشويهات ضد التلمود والتي تظهر على المواقع المعادية للسامية؟
نشر المسيحيون والمرتدون اليهود إلى المسيحية، في الأزمنة القديمة، مخطوطات وكتب مليئة بالمعلومات الخاطئة عن التلمود. واستخدم بعض ذلك في "المناظرات" العامة. وحين كان اليهود يخسرون تلك المناظرات كانت مجتمعات بأسرها تجبر أحيانا على النفي أو التحول إلى المسيحية. وهناك خلاصة لتلك الافتراءات نشرها حديثا القسيس الكاثوليكي الأب أوغست روهلنغ من براغ تحت عنوان "اليهودي التلمودي". كانت عبارة عن هجوم وحشي معاد للسامية ذائع الانتشار بين الكاثوليك. خسر بعدها روهلنغ قضية تشهير وسب مما أثبت زيف دعواه، لكن مواد الكتاب لا زالت تتداول. أحد المصادر الأخرى لهذي التشويهات أعمال إسرائيل شحاق، وهو يهودي حوَّر الحقائق في سبيل حملته العنيفة ضد الأصوليين اليهود. بهذا يصبح شحاق مثالا آخر على اليهود الذين لا يؤمنون بالشرائع التلمودية.
هل يعود أصل اليهود إلى الخزر؟
خمن الراحل آرثر كوستلر أن اليهود الأوروبيين (الأشكيناز) يعود أصلهم إلى إحدى قبائل آسيا الوسطى، الخزر، والتي تحولت بشكل جمعي إلى اليهودية. واستخدم المعادون للسامية والصهيونية هذه لنظرية ليزعموا أن اليهود الأشكيناز ليس لهم حق في دولة إسرائيل. لكن الأبحاث اللاحقة أثبتت أن الإدعاء بأن الأشكيناز تعود أصولهم إلى الخزر هو ادعاء مشكوك فيه بدرجة كبيرة. تحولت قبائل عدة، في أزمنة مختلفة، إلى اليهودية، بما فيها بعض القبائل العربية بمملكة اليمن، الخزر، كما تكرر الزواج المختلط بينهم وبين اليهود "الأصليين". وبالمثل تحول كثير من اليهود، طوعا أو قسرا، إلى المسيحية والاسلام. وأقوى الأدلة تشير إلى انتشار اليهود من روما إلى كل أنحاء أوروبا. كانت هناك مجتمعات يهودية بفرنسا في العصور المظلمة على وجه اليقين. يعود يهود آخرون في أصولهم إلى اليهود الإسبان (السفارديم) والذين أجبروا على مغادرة إسبانيا في عام 1492. وتشير الأدلة الجينية إلى أن اليهود الأوروبيين أقرب إلى لفلسطينيين والسوريين العرب من سكان آسيا الوسطى، الذين تعود أصولهم إلى الخزر. اقرأ على سبيل المثال (بالإنجليزية) مقالات عن هذا الموضوع هنا و هنا. على أية حال فإن علاقة الناس بأمتهم لا تكاد تعود أبدا إلى الجينات الوراثية أو إلى "العنصر". لا يزعم أحد أن كل الفرنسيين هم حفدة للغوليين القدماء، أو أن أصول البريطانيين جميعهم تعود إلى السلت والبكت. وحين يتحدث الأمريكيون عن "أسلافهم" فإن هؤلاء الأسلاف لا تقصر النسبة إليهم عن أن تشمل أجيال المهاجرين ممن أتوا بعد مستوطني زهرة النوار. والفلسطينيون العرب اليوم ليسوا كلهم حفدة للكنعانيين والفلسطينيين القدماء. بعضهم يهود غير دينه، وبعضهم تعود أصوله إلى عائلات عربية قدمت مع موجات الغزو المتلاحقة. ومهما كانت أهمية حجة الجينات فإن الزعم بأن أحدا ما ليس له الحق في وطن معين بسبب عدم نقاء عنصره هو زعم عنصري، صفة من يأتي به العنصرية.
reda- عضو اساسي
- عدد المساهمات : 116
تاريخ التسجيل : 28/01/2012
العمر : 40
aliservers :: القسم العام :: قسم التاريخ
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى