فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ
صفحة 1 من اصل 1
فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ
فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ
السؤال : ما معنى قوله تعالى :﴿ إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آَيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ﴾(الشعراء:4) ؟
الجواب : قيل : حين كذب أهل مكة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، شقَّ عليه ذلك ، وكان يحرص على إيمانهم ، فأنزل الله تعالى هذه الآية . والمعنى : إن يشأ الله تعالى أن ينزل عليهم آية تضطرهم إلى الإيمان قهرًا ، فلا يلوي أحد منهم عنقه إلى معصية الله ؛ ولكَّنه سبحانه لم يشأ ذلك ؛ لأن الحكمة الإلهية اقتضت ألا يحصل الإيمان من الناس إلا عن نظر واختيار .
وقال تعالى :﴿ إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آَيَةً ﴾ ، ثم قال :﴿ فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ ﴾ ، ولم يقل فتظلَّ ) ، كما قال ننزِّلْ ) ؛ وذلك صواب أن يعطف على جواب الشرط بـ( فعل ) ؛ لأن الشرط يصلح في موضع ( فعل يفعل ) ، وفي موضع ( يفعل فعل ) ؛ ألا ترى إلى قوله تعالى :﴿ تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾ ، ثم قال :﴿ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا ﴾(الفرقان:10) ، فعطف ( يفعل ) على ( فعل ) ، وهو بمنزلة عطفِه ( فظلت ) على ( ننزل ) ؛ غير أن هذا الاختلاف بين الفعلين لا يخلو من سر في كلام الله المعجز ، وهو هنا تقريبُ زَمن مضي الفعل ( ظل ) من زمن حصول الجزاء ( ننزل ) ، بحيث يكون حصول خضوعهم للآية بمنزلة حصول تنزيلها ، فيتمّ ذلك سريعًا حتى يخيّل لهم من سُرعة حصوله أنه أمر مضى ؛ فلذلك قال تعالى :﴿ فَظَلَّتْ ﴾ ، ولم يقل فتظل ) . وهذا قريب من استعمال الماضي في قوله تعالى :﴿ أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ ﴾(النحل:1) ، وكلاهما للتهديد والوعيد .
وأما قوله تعالى :﴿ فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ﴾ فهو من باب الاستغناء بأحد المذكورين عن الأخر لكونه تبعًا له ومعنى من معانيه ، فإذا ذكر أحدهما أغنى ذكره عن ذكر الآخر ؛ لأنه يفهم منه . فإذا عرفت ذلك ، فاعلم أنه يجوز أن يقال فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعَةً ) ، وبهذا قرأ عيسى وابن أبي عبلة ، ويجوز أن يقال فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ) ، وبهذا قرأ الجمهور ، وكلاهما بليغ ؛ ولكن قراءة الجمهور أبلغ ؛ لأنها تدل على أن خضوعهم للآية يكون مع كونهم جميعًا ، ولا يغني جمعهم وإن زاد شيئًا . وقيل : الأصل فظلوا لها خاضعين ) ، فذكرت الأعناق ؛ لأنها موضع الخضوع ومظهر الذل والانكسار ، فإذا خضعت الأعناق فأربابها خاضعون ، فجعل الفعل أولاً للأعناق ، ثم جعل الخضوع لأربابها ؛ لأنه من صفة الكناية عنهم المضافة إلى الأعناق ( أَعْنَاقُهُمْ ) ؛ ولذلك قال خاضعين ) ، فجمع بين الأعناق وأربابها ، وفيه إشارة إلى أن الخضوع يكون بالطبع من غير تأمل لِمَا أبهَتهم وحيَّرهم من عظمة الآية . والخضوع هو التطامن والسكون واللين ذلاً وانكسارًا. والخاضع هو المطأطئ رأسه وعنقه.
السؤال : ما معنى قوله تعالى :﴿ إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آَيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ﴾(الشعراء:4) ؟
الجواب : قيل : حين كذب أهل مكة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، شقَّ عليه ذلك ، وكان يحرص على إيمانهم ، فأنزل الله تعالى هذه الآية . والمعنى : إن يشأ الله تعالى أن ينزل عليهم آية تضطرهم إلى الإيمان قهرًا ، فلا يلوي أحد منهم عنقه إلى معصية الله ؛ ولكَّنه سبحانه لم يشأ ذلك ؛ لأن الحكمة الإلهية اقتضت ألا يحصل الإيمان من الناس إلا عن نظر واختيار .
وقال تعالى :﴿ إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آَيَةً ﴾ ، ثم قال :﴿ فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ ﴾ ، ولم يقل فتظلَّ ) ، كما قال ننزِّلْ ) ؛ وذلك صواب أن يعطف على جواب الشرط بـ( فعل ) ؛ لأن الشرط يصلح في موضع ( فعل يفعل ) ، وفي موضع ( يفعل فعل ) ؛ ألا ترى إلى قوله تعالى :﴿ تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾ ، ثم قال :﴿ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا ﴾(الفرقان:10) ، فعطف ( يفعل ) على ( فعل ) ، وهو بمنزلة عطفِه ( فظلت ) على ( ننزل ) ؛ غير أن هذا الاختلاف بين الفعلين لا يخلو من سر في كلام الله المعجز ، وهو هنا تقريبُ زَمن مضي الفعل ( ظل ) من زمن حصول الجزاء ( ننزل ) ، بحيث يكون حصول خضوعهم للآية بمنزلة حصول تنزيلها ، فيتمّ ذلك سريعًا حتى يخيّل لهم من سُرعة حصوله أنه أمر مضى ؛ فلذلك قال تعالى :﴿ فَظَلَّتْ ﴾ ، ولم يقل فتظل ) . وهذا قريب من استعمال الماضي في قوله تعالى :﴿ أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ ﴾(النحل:1) ، وكلاهما للتهديد والوعيد .
وأما قوله تعالى :﴿ فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ﴾ فهو من باب الاستغناء بأحد المذكورين عن الأخر لكونه تبعًا له ومعنى من معانيه ، فإذا ذكر أحدهما أغنى ذكره عن ذكر الآخر ؛ لأنه يفهم منه . فإذا عرفت ذلك ، فاعلم أنه يجوز أن يقال فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعَةً ) ، وبهذا قرأ عيسى وابن أبي عبلة ، ويجوز أن يقال فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ) ، وبهذا قرأ الجمهور ، وكلاهما بليغ ؛ ولكن قراءة الجمهور أبلغ ؛ لأنها تدل على أن خضوعهم للآية يكون مع كونهم جميعًا ، ولا يغني جمعهم وإن زاد شيئًا . وقيل : الأصل فظلوا لها خاضعين ) ، فذكرت الأعناق ؛ لأنها موضع الخضوع ومظهر الذل والانكسار ، فإذا خضعت الأعناق فأربابها خاضعون ، فجعل الفعل أولاً للأعناق ، ثم جعل الخضوع لأربابها ؛ لأنه من صفة الكناية عنهم المضافة إلى الأعناق ( أَعْنَاقُهُمْ ) ؛ ولذلك قال خاضعين ) ، فجمع بين الأعناق وأربابها ، وفيه إشارة إلى أن الخضوع يكون بالطبع من غير تأمل لِمَا أبهَتهم وحيَّرهم من عظمة الآية . والخضوع هو التطامن والسكون واللين ذلاً وانكسارًا. والخاضع هو المطأطئ رأسه وعنقه.
يحي13- عضو اساسي
- عدد المساهمات : 122
تاريخ التسجيل : 28/01/2012
العمر : 49
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى