الإعجاز العلمى والبيانى فى القرآن والسنة.الحلقة 1

ثلاثة إعجازات فى آيتين...

"وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون (68) ثم كلى من كل الثمرات فاسلكى سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن فى ذلك لآية لقوم يتفكرون (69)" سورة النحل

الشائع عند العرب التحدث عن النمل والنحل بلغة المذكر ..فيقولون ..هذا نمل وهذا نحل..وحينما تحدث القرآن عن النمل تحدث طبعا بلغة المذكر مثلهم فقال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ"..ولكن عند الحديث عن النحل استخدم لغة التأنيث (اتَّخِذِي، كُلِي، فَاسْلُكِي، بُطُونِهَا) عكس ما كان يفعل العرب ..فما السبب؟؟

النحل كباقى الكائنات فيه الذكر وفيه الأنثى..ولكن الغريب أن دور الذكر يقتصر فقط فى التزاوج..بل أحيانا تقوم الإناث بطرد الذكور إلى خارج الخلية عندما يشح الغذاء..بعد تمزيق أجنحتهم لضمان عدم عودتهم..!!
هذه الآية الكريمة تتحدث عن النحل الذى يبنى البيوت على الجبال ويخرج العسل..وهذه المهمة تقوم بها الإناث فقط..لذلك أتى التعبير القرآنى بلغة المؤنث..فيا لها من دقة متناهية..!!

ثانيا من المعروف أن النحل يمتص رحيق الأزهار السائل ويتغذى منه ثم يخرج العسل..فلماذا قال تعالى كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ..ولم يقل ( أشربى من كل الثمرات) حيث الرحيق سائل وبالتالى يُشرب ولا يؤكل؟؟؟

الإجابة : اكتشف العلم الحديث أن النحل يشرب ويأكل..فهو يشرب الرحيق ليحصل على الكربوهيدرات ..ويأكل حبوب اللقاح ليحصل على البروتينات..والنحل يشرب الرحيق من الثمرات الحلوة فقط..بينما يأكل حبوب اللقاح من جميع الثمار..ولذلك عندما تحدث القرآن عن أكل النحل قال(كلى من كل الثمرات) ولم يقل( كلى من الثمرات الحلوة)..

وأخيرا قال ..يخرج من بطونها شرابا مختلف ألوانه فيه شفاء للناس...ومن المعروف أن الشفاء يكون فى العسل فقط فلماذا لم يقل (يخرج من بطونها عسلا)..؟؟

الإجابة أن الطب الحديث اكتشف حديثا أن النحل يخرج العديد من المواد من بطنه وليس العسل فقط..وكلها تستخدم فى الشفاء من الأمراض وصناعة الأدوية مثل الغذاء الملكي (الرويال جلى)..وسم النحل ..ولذلك استخدم كلمة (شراب) وليس (عسل)..وهذا إعجاز واضح ..لأن قديما لم يكن الناس يعرفون إلا العسل فى الشفاء..

سبحان الله ..هذه الآيات نقرؤها دوما ولم نكن نتخيل أنها تحمل كل هذا الإعجاز البليغ.

المصدر/ اختصار بحث للباحث أحمد عباس أحمد بموقع موسوعة الإعجاز العلمى